وُلد الشيخ ولد محمد عبد الله ولد الحسن ولد المقاري عام 1932 في ربوع تجكجة بولاية تكانت، ليبدأ رحلة حياة حافلة بالعطاء والتميز.
ومع مطلع خمسينيات القرن الماضي ساقته الأقدار إلى مدينة كنكوصه، بعد تجربة لافتة في مجال توريد البضائع من مدينة خاي المالية ونقلها إلى عدد من مدن موريتانيا، عبر سيارة من نوع "46" التي تعد الأولى من نوعها في مدينة كنكوصه، فكان حضوره هناك بداية صفحة جديدة في مسيرة رجل استثنائي.
عرفه الناس طبيباً تقليدياً بارعاً وملاذاً للمرضى وذوي الحاجة، كما عُرف قائداً محلياً حين تولى سنة 1987 منصب أول عمدة مساعد لبلدية كنكوصه، حيث منحه العمدة الزين ولد سيدي ألمين مسؤولية تسيير شؤونها.
وإلى جانب ذلك؛ ظلّ إماماً لأحد أبرز مساجد المدينة، يصدع بالحق ويهدي المصلين إلى سواء السبيل، جامعاً بين خدمة الدين وخدمة المجتمع.
ويُعد الشيخ ولد الحسن ولد المقاري من أعمدة التأسيس لمدينة كنكوصه، إذ ترك بصمات لا تُمحى في محطات تشكّلها وقيامها.
وكما أحب هذه الأرض وارتبط بها قلباً وروحاً، أوصى أن يُدفن في ثراها الطاهر، فكان له ما أراد يوم الـ 22 سبتمبر 2025، حيث وُوري الثرى إلى جوار شقيقته خديجة.
وهكذا أسدل القدر الستار على حياة رجل نذر نفسه لخدمة الناس، فكان لهم أباً وشيخاً ورفيق درب، تاركاً وراءه سيرة عطرة وذكراً خالداً في ذاكرة مدينة أحبها وأسهم في بنائها.






